بحث جنائي مميز بقلم المحامي احمد العبد لله

بحث جنائي مميز بقلم المحامي احمد العبد لله
بحث جنائي مميز بقلم المحامي احمد العبد لله 


" العوامل المألوفة والغير شاذة لا تقطع علاقة السببية بين السلوك والنتيجة الإجرامية، بينما العوامل الشاذة والغير مألوفة هي التي تقطع تلك الرابطة السببية، وفقا لنظرية السبب المألوف في الفقه الجنائي، ونقول أيضا أن صدور تنبيه من الموظف المختص حيال صاحب الشأن بإتخاذ الإجراءات القانونية ضده إن لم يمتثل لها وإليها، لا يشكل جريمة لإباحة ذلك الفعل.

 وعليه مثلا فإذا ما نبه مأمور الضبط القضائي علي الشخص المراد القبض عليه بعبارة ( سلم نفسك )، فإن تلك العبارة لا تعد عملا غير مشروعا يستوجب المسائلة والمحاكمة الجنائية.


هذا وحيث أنه ولما كان ما تقدم فإن كمسري القطار إذا ما كان قد صدر منه تنبيه للمجني عليه المتوفي بأنه ( سيلقي القبض عليه ) إن لم يقم بدفع تذكرة الركوب، فإن هذا التبيه هو تتبيه قانوني مشروع لا يقوم ولا يكتمل به قوام السلوك الإجرامي الذي هو العنصر الأول من عناصر الركن المادي للجريمة.

وعليه كذلك إذا ما طلب منه القفز من القطار حال سيره مسرعا، وأستجاب المجني عليه ( المتوفي إلي رحمه مولاه ) إلي هذا الطلب؛ فإن إستحابة المتوفي هنا تعتبر وبحق ( عاملا شاذا غير مألوفا ) يترتب علي وجوده إنقطاع علاقة السببية بين السلوك والنتيجة الإجرامية، لأن العادة والغالب أن من يطلب منه هذا الأمر لا ينفذه حفاظا علي حياته وصونا لها، ومن ثم فإن الركن المادي لجريمة القتل العمد يكون قد انتفي في حق الكمسري، الذي هو موظف عام، ومن مأموري الضبط القضائي ".


أسعد بتعليقات سيادتكم ولنتبادل الرأي والمناقشة العلمية الفعالة والجادة، مبتعدة عن الهوي والتعاطف، متفقة وأحكام وصحيح القانون.